اعتقالات في اسطنبول بعد اهانة موظف زائر من البحرية الأميركية

اسطنبول - قال مكتب حاكم اسطنبول إن السلطات التركية اعتقلت 17 شخصا اليوم الأربعاء لوضعهم غطاء على رأس موظف مدني زائر من البحرية الأميركية احتجاجا على السياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

ونشرت الجماعة التي قامت بذلك وهي اتحاد الشباب التركي صورا على تويتر للواقعة التي رددت خلالها هتافات مناهضة للولايات المتحدة.

وقال الاتحاد "أنت عدونا وغير مرغوب في وجودك هنا. لن نسمح لجنود أميركيين أن يتجولوا بحرية داخل أراضينا". وانتقدوا دعم الولايات المتحدة لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية.

وقال مكتب حاكم اسطنبول في بيان إن المعتقلين وعددهم 17 استهدفوا موظفا مدنيا بسفينة تابعة للبحرية الأميركية "جاء إلى مدينتنا في إطار زيارة للميناء". ولم يوضح البيان أي شيء عن اتهامات محتملة قد توجه للمجموعة.

وتكابد تركيا لتفادي أي توترات جديدة مع واشنطن وسط خلافات دفعت العلاقات بين العضوين في حلف شمال الأطلسي إلى فتور غير مسبوق، فيما تثقل المشاكل المتنامي بينهما على جهود مصالحة ترغب أنقرة بشدة في التوصل إليها بينما تخشى تبعات اقتصادية خطيرة لأزمة بدأت ملامحها تتشكل منذ أشهر.

وتنامت في الفترة الأخيرة حوادث العداء للأجانب في تركيا خاصة للاجئين لسوريين والنازحين الأفغان، إلا أن حادثة استهداف موظف مدني على سفينة تابعة للبحرية الأميركية تعتبر مقلقة في سياقاتها الجيوسياسية.

وتشير سرعة اعتقال المعتدين على الموظف الأميركي، إلى مخاوف تركية جدية من تداعياتها على العلاقات المتأزمة أصلا مع الولايات المتحدة.   

وتعتبر هذه الحادثة في القاموس السياسي الأميركي ليس اعتداء على فرد بل اعتداء واهانة للولايات المتحدة خاصة أن تركيا عليها واجب حماية الأجانب على أراضيها بغض النظر عن حالة العداء أو التوتر القائم مع واشنطن.

ويعتقد البعض أن خطابات الرئيس التركي تسببت في تنامي العداء الأجانب كونه يعزف باستمرار على الوترين القومي والديني.

ويرى كثيرون أن طابع خطابات أردوغان الحماسية والتي يحاول من خلالها الظهور كمن يدافع بشراسة عن سيادة تركيا ودورها، تحريضية دفعت مرارا إلى أزمات تدفع تركيا اليوم ثمنها باهظا.

وليس ثمة ما يشير إلى ارتباط بين حادثة الاعتداء على الموظف المدني الأميركي العامل في سفينة للبحرية الأميركية وخطابات الرئيس التركي التي هاجم فيها الولايات المتحدة لدعمها وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، لكن المؤكد أن تأجيج الشعور القومي وتغذية النعرات القومية والعقائدية لحسابات سياسية أنتج تطرفا في المواقف والسلوك لدى غلاة القوميين.

This block is broken or missing. You may be missing content or you might need to enable the original module.